|
هل كانت خَمراََ أم عصير العنب؟ لقد نشأ جدلاََ كثيراََ ما
إذا كان المسيح قد شارك تلاميذه خمراََ أم عصير العنب النقي في العشاء الاخير, وما
إذا كان الماء الذي حَولَهُ المسيح في عرسِ قانا الجليل قد غدا خمراََ أو عصير عنبِِ
نقي. ولكي نرى أياََ منهُما كان نقرأ: يوحنا (2 - 1): وفي اليوم الثالث كان
عرسُُ في قانا الجليلِ وكانت أُمُ يسوع هناك. (2) فدُعِيَ يسوعُ وتلاميذُهُ الى
العرسِ (3) وفرغتِ الخمرُ فقالت أُم يسوع لهُ ليسَ عندهم خمرُُ. (4) فقال لها يسوع
ما لي ولكِ ياإمرأة لم تأ تي ساعتي بعدُ . (5) فقالت أُمُهُ للخدامِ مهما يامُركم
بهِ فافعلوه. (6) وكان هناك سِتُ أجاجين من حجرِِ موضوعةََ بحسبِ تطهير اليهودِ تَسَعُ
كُلُ واحدةِِ منها مترين أو ثلاثةََ. (7) فقال لهُم يسوعُ إملاُْوا الاجاجينَ ماءََ
فملوها إلى فوق. (8) فقال لهم إستقوا الان وناوِلوا رئيس المُتكإِ فناولوا. (9)
فلما ذاقَ رئيسُ المُتكإِ الماء المُحولَ خَمراََ ولم يكُن يعلم من أين هُو وأما
الخدامُ الذينَ إستقوا الماءَ فكانوا يعلمونَ دعا رئيسُ المُتكإِ العروسَ. (10) وقال
لهُ كل إنسانِِ إنما يأتي بالخمرِ الجيدةِ أولاََ فإذا سَكِروا فعِندَ ذلك
يأتي بالدونِ أما أنتَ فأبقيتَ الخمرَ الجيدةَ الى ألآن . لاحظ كلمة "سَكِروا"
فليس هنالك من يسكر من عصيرِ العنَبِ أبدأََ. ثُم إذا كان أحداََ قد شَرِبَ
كثيراََ من عصير العنبِ تكون معدتِهِ مملؤة فلا هو يُريدُ المزيد ولا يمكن في أي حالِِ
من الاحوالِ أن يقبلَ فيما هو أقَلُ جودة حيثُ يصبحُ إنتقائياََ جداََ. ولكِن في حالَةِ
السكرِ فهو لا يستطيع أن يُميز بين الجيد والرديْ لِتباطيْ وتعطل حاسة الذوقِ عندهُ
فيصبَحُ الأمرُ عندهُ سيانِ ويقبل مهما قدمت لهُ. والان لِنرى ماذا يقول
الربُ: فألآن فالخمر مُحرم فعلاََ
كل أيام النُسكِ , ليس الخمر فقط بل حتى عصير العنبِ وقشره حيثُ لا يوجد
عصير عنَبِِ نقي في الطبيعةِ إلا وبهِ ولو نسبةِِ ضئيلةِِ من الكحولِ فيهِ ولِذا
تَم منعهُ تماماَ. وألان نذهب لِنرى طلبَ
الربِ في: أفلا ترون فمع الذبيحةِ
يُقدم الخمرَ ولما كانت الذبيحة ترمز الى جسدِ المسيح ولما كان الخبز يرمُز
الى جسدِ المسيح كذلك , فلا بُدَ من تقديم الخمر معهُ أيضاََ. وألآن لنرى ماذا طلب
الربُ أيضاََ : فكما ترون السكيب المُسكِر
لا يكونُ إلا خمراََ مُسكِراََ. ولكن هذا الخمر قد طُلِبَ
لغرضِ إتمامِ الشعائرَ فهو ليس للشربِ منهُ لحدِ الثمالةِ فعن هذا يقول الوحي: أفسُس (5 - 18): ولا تسكَروا مِن الخمرِ
التي فيها الدعارةُِ بل إمتلئوا من الروحِ (19) متحاورين فيما بينكُم بمزاميرَ وتسابيحَ
وأغاني روحيةِِ ومُرنمينَ ومُرتلينَ في قُلوبِكُم للرَبِ. لكن لم يُمنع الخمر 1 تِيمُوثَاوُسَ(5 - 23): لاَ تَشْرَبِ الْمَاءَ فَقَطْ
بَعْدَ الآنَ. وَإِنَّمَا خُذْ قَلِيلاً مِنَ الْخَمْرِ مُدَاوِياً مَعِدَتَكَ وَأَمْرَاضَكَ
الَّتِي تُعَاوِدُكَ كَثِيراً نعم لا تسكروا من الخمر
ولكن لا تُشرعوا على أهوائِكم فلقد أسكرَ الحزنُ الربَ قبل تقديم ابنَهُ فِداء
لَكُم يا سادة , ولم يكن هناك حل آخر لخلاصِكم غير ألابن الذبيح وهذا السكر من الحزن هو ما
رمزَ لهُ الخمر يا أيُها المَفديون بدمِ
المسيح المذبوح.
نوري كريم داؤد
16 / 12 / 2000
|